للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} أي: أعوان، ولم يقل: صالحو، ولا ظهراء؛ لأن لفظهما وإن كان واحدًا، فهو في معنى الجمع، كقول الرجل: لا يقربني إلا قارئ القرآن. وهو واحد ومعناه الجمع؛ لأنه قد أذن لكل قارئ القرآن أن يقربه (١).


= ٦/ ٣٧٤، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٤١، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ١٦/ ٥٢.
وقول العلاء أخرجه سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٣٧٤.
وذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٣٢.
تحصل من كلام المصنف أن في قوله تعالى {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} عدة أقوال وهي كما يلي:
١ - أبو بكر الصديق.
٢ - عمر بن الخطاب.
٣ - أبو بكر وعمر.
٤ - علي بن أبي طالب.
٥ - المخلصون الذين ليسوا بمنافقين.
٦ - الأنبياء.
وثم أقوال أخرى لم يذكرها المصنف. انظرها في "النكت والعيون" للماوردي ٦/ ٤١ وغيره.
والذي يظهر والله أعلم أن الأولى أن تحمل الآية على العموم، فيدخل فيها كل صالح. ومن ذكر سابقًا من الأنبياء فمن دونهم يدخل في هذا المعنى دخولاً أوليًّا. ومال إلى الأخذ بالعموم الإمام الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ١٦٣، وسياق المصنف لكلام الطبري في معنى ظهير يشعر أنه يميل إليه أيضًا. والله أعلم.
وعلى هذا القول عامة المحققين من المفسرين ومنهم:
الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ١٦٧، والنحاس في "إعراب القرآن" ٤/ ٤٦١.
(١) انظر "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٦٧، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ٢٨٥)، "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ١٦٣، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٤٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>