كلاهما (ابن أبان، والعطاردي) عن يونس بن بكير به. وهذا الحديث أعله العلامة المعلمي اليماني في "الأنوار الكاشفة" (ص ٢٣٠)، والعلامة الألباني في "ظلال الجنة" ١/ ٢٥٦ بعنعنة ابن إسحاق، ومن قبلهما الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٨/ ١٢٧. ويجاب عن ذلك بأمرين: ١ - أن ابن إسحاق قد صرح بالتحديث في بعض طرقه، وإن كانت في عامتها ضعيفة. ٢ - أن الحديث لم ينفرد به ابن إسحاق بل رواه غيره كما سيأتي في الطريق الموقوف. فتحصل بمجموع الأمرين انتفاء احتمال الانقطاع والتدليس، والله أعلم. وقد قوى الحديث دون التفات إلى ما يقويه الحافظ ابن كثير. فقد قال في "تفسير القرآن العظيم" ١٢/ ١٧٢: إسناده جيد. وقال في "البداية والنهاية" لابن كثير ١/ ١٢: حديث صحيح الإسناد رجاله ثقات. وأما الموقوف: فرواه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٨٧ عن محمد بن المثنى عن ابن عمارة. ورواه الطبري أيضًا في "جامع البيان" ٢٩/ ٨٧، وابن خزيمة في "التوحيد" ١/ ٢٠٥ من طريق إسماعيل ابن علية عن عمارة بن أبي حفصة. كلاهما عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا عليه. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. وهو وإن كان موقوفا إلا أنه مما لا يقال بالرأي فله حكم الرفع، ويؤيد ذلك ما سبق. والخلاصة: أن الحديث صحيح لغيره والله أعلم. أما الأبيات المذكورة فيه: فهي في "ديوان أمية بن أبي الصلت" (ص ٣١). وانظر "طبقات الشعراء" لابن قتيبة (ص ١٠٧).