للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو غلط (١)، وقال غيره: له وجهان:

أحدهما: تجعله نسخة (٢) من قولك: نسختُ الكتابَ: إذا كتبتُه، وأنسختُه غيري: إذا جعلته نسخةً له، ومعناها: ما نُنسخُكَ.

والوجه الثاني: تجعله (٣) من (٤) جملة المنسوخ، كقولك: طردتُ الرجل:

إذا نفيتُه، وأطردتُه: إذا (٥) جعلتُه طريدًا (٦).

قال الشاعر:

أطَرَدْتَنِي حَذَر الهِجَاءِ حنَقًا ... واللاتِ والأصنامِ ما قالوا (٧)


(١) قال السمين الحلبي: وهذِه جرأة منه على عادته. "الدر المصون" ٢/ ٥٦.
قلت: وذلك؛ لأنَّ هذِه القراءة متواترة، ولا يُقال فيها بالرأي، فضلًا عن أنَّ لها وجهًا في اللغة.
(٢) من (ج).
(٣) في (ت): (أن تجعله).
(٤) في (ج)، (ت): في.
(٥) ساقطة من (ج).
(٦) "الحجة" للفارسي ٢/ ١٨٤، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ١/ ٢٥٧، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٣٤.
(٧) البيت للمتلمِّس الضُّبعي في "ديوانه" (ص ١٢٨).
وانظر: "الأغاني" للأصبهاني ٢٤/ ٢٥١، وذكره ابن دريد في "جمهرة اللغة" (ص ٦٣)، وفي "الاشتقاق" (ص ٥٤٣) ولم ينسبه، وصورة البيت عندهم هكذا:
أطرَدتني حذر الهجاء، ولا ... واللَّاتِ والأنصابِ لا تَئِلُ
و(الموئل): الملجأ. والشاهد قوله: (أطرَدْتَني) أي: صيَّرتني طريدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>