للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن قرأ بغير همز فله وجهان: أحدهما (١): أنَّه لغة في السؤال، تقول العرب: سأل يسأل، وسال يسأل مثل: نال ينال، وخاف يخاف.


= وإلى تفسير الثعلبي عزاه يوسف بن المطهر الحلي الرافضي في "منهاج الكرامة" (ص ١٤٩)، وتعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" ٤/ ١٠ - ١٥ بقوله: هذا الحديث كذب باتفاق أهل الحديث. ثم أخذ رحمه الله تعالى يبين كذبه من وجوه ذكرها منها:
١ - اتفق الناس على أن ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - بـ "غدير خم" كان بعد مرجعه من حجة الوداع، والخبر فيه أن الحارث بن النعمان أتى الأبطح، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يرجع إلى مكة بعد الغدير.
٢ - في الخبر: أن {سأل سائل .. } نزلت عندئذ، وهي إنما نزلت قبل الهجرة بمكة.
٣ - في الخبر: أن قوله: "وإذا قالوا اللهم ... الآية" نزلت عندئذ، وهي بالاتفاق نزلت عقيب بدر.
٤ - أن الحارث بن النعمان هذا مجهول لا يدرى عنه شيء، ولو كان هذا المجهول قد نزل عليه حجر خرق هامته حتَّى خرج من دبره لكان آية من جنس أصحاب الفيل، وذلك مما تتوافر الدواعي والهمم على نقله. ا. هـ مختصرا.
وأما قوله: "من كنت مولاه فعلي مولاه" فهو حديث صحيح ثابت متواتر من حديث ثلاثين من صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته قاله الإمام أحمد بن حنبل.
انظر: "لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة" لأبي الفيض الزبيدي (ص ٢٠٥)، "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" لمحمد بن جعفر الكتاني (ص ٢٣٢)، "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للألباني ٤/ ٣٣٠.
(١) "إعراب القرآن" للنحاس ٥/ ٢٧، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٧٢٠)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٣٤، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢١٩.
وقد حكم النحاس على هذا الوجه بالشذوذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>