(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "الأهوال" (ص ١٨٢) (١٦٤)، والطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٧١، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٢٠. وهذِه الآية التي في المعارج: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)} وقوله تعالى في سورة الحج: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [آية: ٤٧] مع قوله تعالى في سورة السجدة: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٥)} [السجدة: ٥]. فهذان الموضعان قد يوهم ظاهرهما التعارض، وقد جمع العلماء بينهما بوجهين: الأول: ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: إن يوم الألف في سورة الحج هو أحد الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض، ويوم الألف في سورة السجدة هو: مقدار سير الأمر وعروجه إليه تعالى، ويوم الخمسين ألف هو يوم القيامة. الثاني: أن المراد بجميعها يوم القيامة، وأن الاختلاف باعتبار حال المؤمن والكافر. ويدل لهذا قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠)} [المدثر: ٩ - ١٠]. وروى أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص ٣٧٦)، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنَّه سئل عنهما فقال: هما يومان ذكرهما الله تعالى في كتابه الله أعلم بهما، ما أدري =