للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن جعلت المساجد المواضع، فواحدها مسجد بكسر الجيم، وإن جعلتها الأعضاء، فواحدها مسجد بفتح الجيم (١).

وقال الحسن: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} يعني: الصلوات لله (٢) {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} أي: أفردوا له التوحيد، وأخلصوا له العبادة (٣)، وقيل معناه: فأفردوها لذكر الله، وعبادته، فلا تتخذوها متجرا، ولا مجلسا، ولا طريقا، ولا تجعلوا فيها لغير الله نصيبا (٤).


= لا نعلم أحدا قال الآراب غير العباس. ا. هـ.
قلت: ولكن يعكر على هذا الإطلاق، ما سبق ذكره في الحديث السابق.
فقد أخرج أبو داود في كتاب الصلاة، باب أعضاء السجود (٨٩٠) عن محمد بن كثير، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس عن ابن عباس: أمر نبيكم أن يسجد على سبعة آراب. ا. هـ.
وهنا فائدة ذكرها الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٢/ ٢٩٦ عندما جمع بين لفظ الأعضاء الوارد في حديث ابن عباس، ولفظ: الآراب الوارد في حديث العباس بن عبد المطلب بقوله: الآراب هي الأعضاء؛ فيحتمل أن يكون ابن عباس تلقاه عن أبيه - رضي الله عنه -. ا. هـ بتصرف.
قلت: فكأنه يذهب إلى أن مخرج الحديث واحد وهو العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -، والله أعلم.
(١) "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٤٢، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١٠/ ٤٩٨، المعنى في "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٤٩١).
(٢) هذا القول قريب مما نقله المصنف عن الحسن آنفا. وعليه فالقولان يرجعان إلى معنى واحد. والله أعلم.
(٣) قاله الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١١٦.
وأسند نحوه عن قتادة. وقد سبق أن ذكره المصنف قريبا.
(٤) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>