للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سلمة (١)، قال: حدثنا ثابت (٢)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (٣)، عن صُهيب (٤) - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان فيمن كان قبلكم ملك، وكان له ساحر، فلما كبر، قال للملك: إني قد كبرت، فابعث لي غلامًا أعلمه السحر، فبعث إليه غلامًا يعلمه، وكان في طريقه راهب، فقعد إليه الغلام وسمع كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر ضربه، وإذا رجع من عند الساحر قعد إلى الراهب، وسمع كلامه، فإذا أتى أهله ضربوه، فشكى ذلك إلى الراهب، فقال له: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر، فبينا هو كذلك إذ أتى في طريقه على دابة عظيمة قد حبست الناس، لا تدعهم يجوزون، فقال الغلام: اليوم أعلم أمر الراهب أَرْجى عند الله وأفضل أم الساحر؟ فأخذ حجرًا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذِه الدابة حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: يا بني، أنت اليوم أفضل مني، قد بلَّغك الله من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدُلُّنَّ على. فكان الغلام يُبرئ الأكمه، والأبرص، ويداوي الناس لسائر


(١) أبو سلمة البصري، ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه بأخرة.
(٢) ابن أسلم البناني، ثقة عابد.
(٣) أبو عيسى المدني، ثقة.
(٤) صحابي مشهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>