للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالرفع فيهما على معنى أحرقتهم (١).

{النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (٥)} قال الرَّبيع بن أنس: كان أصحاب الأخدود قومًا مؤمنين، فاعتزلوا النَّاس في الفترة، وإن جبارًا من عبدة الأوثان أرسل إليهم، فعرض عليهم الدخول في دينه، فأبوا، فخد أخدودًا وأوقد فيه نارًا، ثم خَيّرهم بين الدخول في دينه وبين إلقائهم في النَّار، فاختاروا إلقائهم في النَّار على الرجوع عن دينهم، فألقاهم في النَّار فنجّى الله المُؤْمنين الذين ألقوا في النَّار، بأن قبض أرواحهم قبل أن تمسهم النَّار وخرجت النَّار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم (٢) (٣).


= في "البحر المحيط" ٨/ ٤٤٤، والسمين الحلبي في "الدر المصون" ١٠/ ٧٤٥، والشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٤٧٩.
(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٩/ ٢٨٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٤٤٤، "فتح القدير" للشوكاني ٥/ ٤٧٩، وهي قراءة غير متواترة.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٤ - ١٣٥، وذكره ابن فورك [٢١١/ أ] والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٣٨٧، كلاهما بنحوه، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ٧٥ مختصرًا.
(٣) قال الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٣٥ مرجحًا: فأولى التأويلين بقوله {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤)} لعن أصحاب الأخدود الذين ألقوا المُؤْمنين والمؤمنات في الأخدود.
وإنما قلت: ذلك أولى التأويلين بالصواب للذي ذكرنا عن الرَّبيع من العلة. وهو أن الله أخبر أن لهم عذاب الحريق مع عذاب جهنم. ولو لم يكونوا أحرقوا في الدنيا لم يكن لقوله {وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} معنى مفهوم، مع إخباره أن لهم عذاب جهنم؛ لأن عذاب جهنم هو عذاب الحريق، مع سائر أنواع عذابها في الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>