للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال السُّدي: كان على أمر قومه أربعين عامًا (١) (٢).

وقال الكلبي: وجدك في قوم ضلالٍ فهداك للتوحيد والنبوة، وقيل: فهداهم بك (٣).

وقال الحسن والضحاك، وشهر بن حوشب، وابن كيسان: وجدك


(١) في (ب)، (ج): سنة.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٣٢، وإسناده ضعيف فيه محمد بن حميد الرازي: ضعيف. وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٩٥. وفي حاشية النسخة الأصل: قول السدي: محل نظر وتوقف لا يرتضى فتأمل.
هذا القول -على فرض صحته- ينافي العصمة المقررة للأنبياء عليهم السلام كما هو مقرر في كتب العقيدة، وقد ردَّ المفسرون على هذا القول، ومنهم على سبيل المثال: الزمخشري في "الكشَّاف" ٤/ ٧٥٦، والخازن في "لباب التأويل" ٤/ ٤٣٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ٥٥ - ٥٧ وقد استفاض في ذلك، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٨/ ٤٨١.
ويرد هذا القول حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون به إلا مرتين من الدهر، كلتيهما يعصمني الله منهما"، ثم ذكر الحديث إلى أن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فوالله ما هممت بعدهما بسوء مما يعمل أهل الجاهلية، حتى أكرمني الله بنبوته".
رواه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ١٤/ ١٦٩، وإسناده حسن.
وعزاه ابن حجر في "المطالب العالية" ٤/ ٣٦١ - ٣٦٢ لإسحاق، وبوب له: باب: عصمة الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة. وقال: وهو حديث حسن متصل.
وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" ٧/ ٥٥: رواه إسحاق بإسناد حسن.
وقال الإمام أحمد معلقًا على هذا القول: هذا قول سوء. أخرجه الخلال في كتاب "السنة" ١/ ١٩٥.
وانظر: "تفسير آيات أشكلت" لابن تيمية ١/ ٢١٠.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٧٤، "حقائق التفسير" للسلمي ٣٦٨/ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>