(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٦٤، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٤/ ٣٩٠ - ٣٩١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ١٠٧. (٣) ساقطة من (ج). (٤) في (ب)، (ج): ذكره. (٥) في (ج): يفزع. (٦) ذكره السلمي في "حقائق التفسير" ٣٧٠/ أ. قلت: وهذِه من عبارات الصوفية الغلاة، وما قاله ذو النون -إن صح عنه- كلام باطل، والنّاس إنَّما يفزعون إلى النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - يوم القيامة، لكي يشفع لهم عند ربهم والله تعالى يقول: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (٢٦)} [النجم: ٢٦] فالشفاعة لابد لها من شرطين: إذن الله للشافع، ورضاه عن المشفوع، فكيف يكون مَفْزَعُ الخلق إلى محمَّد - صلى الله عليه وسلم - كَمَفْزَعِهِم إلى الله تعالى، وأمَّا قوله: "همم الأنبياء تجول حول العرش وهمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فوق العرش" فهذا يحتاج إلى دليل ونص؛ لأنَّه أمر غيبي، فالواجب الابتعاد عن مثل هذِه العبارات والالتزام بالكتاب والسنة، يقول النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبدٌ فقولوا: عبد الله ورسوله" رواه البُخاريّ كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} (٣٤٤٥) من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.