ورجحه ابن القيم رحمه الله من عشرة أوجه. أذكر منها ما يلي: ١ - أن أرذل العمر لا يسمى أسفل سافلين لا في لغة ولا عرف. ٢ - أن المردودين إلى أسفل العمر بالنسبة إلى نوع الإنسان قليل جدًّا، فأكثرهم يموت ولا يرد إلى أرذل العمر. ٣ - أنَّه سبحانه ذكر حال الإنسان في مبدأه ومعاده، فمبدؤه خلقه في أحسن تقويم، ومعاده رده إلى أسفل سافلين، أو إلى أجر غير ممنون. ٤ - أن نظير هذِه الآية قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥)} [الانشقاق: ٢٤، ٢٥] فالعذاب الأليم هو أسفل سافلين، والمستثنون هنا هم المستثنون هناك، والأجر الممنون هناك هو المذكور هنا والله أعلم. "التبيان في أقسام القرآن" (ص ٣١ - ٣٣) بتصرف. قلت: ويؤيده أيضًا ما أسنده المصنف عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الآتي. (١) الماهاني الوزان الأصبهاني، لم يذكر بجرحٍ أو تعديل. (٢) المزني، أبو محمد: الشيخ الجليل القدوة الحافظ. (٣) الحضرَمي، ثقة حافظ. (٤) في (ج): حراش وهو خطأ، وهو: أحمد بن جوَّاس بفتح الجيم وتشديد الواو آخره مهملة الحنفي، أبو عاصم، الكوفي. ثقة. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٢/ ٤٤، "تهذيب الكمال" للمزي ١/ ٢٨٥، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٢١).