للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (١٠٥)} (١).

وقال تعالى {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٦٤)} (٢).

إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن السنة مبيِّنة للقرآن وموضحةٌ له.

ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإنْ أعياكَ ذلك -أي: تفسير القرآن بالقرآن- فعليك بالسنة، فإنَّها شارحة للقرآن، وموضِّحة له، بل قد قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي: كل ما حكم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو مما فهمه من القرآن (٣).

عناية الثعلبي بتفسير القرآن بالسنَّة:

يصنَّف تفسير "الكشف والبيان" على أنه من كتب التفسير بالمأثور، وما ذلك إلا لأمور من أهمها: احتواؤه على عدد هائل من أحاديث التفسير، فقد اعتمد الثعلبي في تفسيره اعتمادًا كبيرًا على الحديث الشريف. فأخذ يفسِّر به الآية، بل يتعدى ذلك إلى رواية الأحاديث وإيرادها عند أدنى مناسبة تتعلق بالآية كما سيأتي في منهجه، حتى أصبح هذا الكتاب بحق موسوعة في أحاديث التفسير، وأصبحت


(١) النساء: (١٠٥).
(٢) النحل: (٦٤).
(٣) "مقدمة في أصول التفسير" (ص ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>