للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعجزهم في الرمل، فأتى قيصر فذكر له ما بلغ منهم واستنصره. فقال: بعُدت بلادك عنا، ولكنِّي سأكتب لك إلى ملك الحبشة فإنه على ديننا فينصرك. فكتب له إلى النجاشي يأمره بنصره، فلما قدم على النجاشي (بكتاب قيصر) (١) بعث معه رجلًا من أهل الحبشة يقال له أرياط، فلما بعثه قال (٢): إن دخلت اليمن فاقتل ثلث رجالها، وأخرب ثلث بلادها، وابعث ثلث سباياها (٣)، فلما دخلها ناوش شيئًا من قتال فتفرقوا عن ذي نواس، وخرج به فرسه فاستعرض به البحر فضربه فهلكا جميعًا فكان آخر العهد به، ودخلها أرياط فعمل بما أمر به (٤) النجاشي، فقال ذو جدن الحميري فيما أصاب أهل اليمن ونزل بهم (٥):


(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل، وأثبته من (ب)، (ج).
(٢) في (ب)، (ج): قال لهم.
(٣) في (ب)، (ج): بثلث سباياهم.
(٤) في (ب): أمره به.
(٥) في (ج) زيادة:
هوتك لن يرد الدمع ما فاتا ... لا تهلكي أسفًا في إثر من ماتا
أبعد بينون لا عينٌ ولا أثرٌ ... وبعد سِلْحين يبني الناس أبياتًا
وقال ذو جدن أيضًا: ثم ذكر الأبيات: دعيني.
وسلحين وبينون وغُمدان من مصانع الجن على عهد سُليمان عليه السَّلام لم ير الناس مئلها، هدمتها، الحبشة، إذ غلبت على اليمن.
انظر: "معجم ما استعجم" للبكري ٤/ ١٣٩٨، وانظر "السيرة النبوية" لابن هشام، بشرح الوزير المغربي ١/ ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>