للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو أن فتية من قريش خرجوا تجارًا إلى أرض النجاشي، فساروا حتى دنوا من ساحل البحر وفي سند (١) حِقْفٍ (٢) من أحقافها بيعة (٣) للنصارى تسميها قريش الهيكل، ويسميها النجاشي وأهل أرضه الماسرجسان (٤) فنزل القوم في سندها فجمعوا حطبًا ثم أججوا نارًا فاشتووا، فلما ارتحلوا تركوا النار كما هي في يوم عاصف فعجت الريح فاضطرم الهيكل نارًا، وانطلق الصريخ إلى النجاشي فأخبره فأسف عند ذلك غضبًا للبيعة فبعث أبرهة لهدم الكعبة.

وقال فيه: وكان بمكة يومئذ أبو مسعود الثقفي، وكان مكفوف البصر يُصيِّف بالطائف، ويشتو بمكة، وكان رجلًا نبيهًا نبيلًا تستقيم (٥) الأمور برأيه، وهو أول فاتق وأول راتق (٦) , وكان خليلًا


(١) في الأصل: سد، والمثبت من (ب)، (ج).
والسند: ما ارتفع من الأرض في قُبُل الجبل أو الوادي.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٢٢٠.
(٢) الحِقف: أصل الرمل، وأصل الجبل، وأصل الحائط، وا لأحقاف: رمال بظاهر بلاد اليمن كانت عاد تنزل بها.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ٥٢.
(٣) البيعة بالكسر: كنيسة النصارى، وقيل: كنيسة اليهود.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٢٦.
(٤) في (ج): الماسرحان.
(٥) في (ب)، (ج): وكان تستقيم.
(٦) الرَّتق: ضد الفتق. وقيل: الرتْق إلحام الفتق وإصلاحه.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>