للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الكلبي: يعني متوسطة. أي: أهل (١) دين وسط بين الغلو والتقصير؛ لأنهما مذمومان في الدين (٢).

قال ثعلب: يقال: جلس وسط القوم ووسط الدار؛ وكذلك فيما يحتمل البينونة؛ واحتجم وسط رأسه (٣) بالفتح (٤)، وكذلك فيما لا يحتمل البينونة.

نزلت هذِه الآية في مرحب وربيع وأصحابهما من رؤساء اليهود، قالوا لمعاذ بن جبل: ما ترك محمَّد قبلتنا إلا حسدًا، وإن قبلتنا قبلة الأنبياء، ولقد علم محمَّد أنا عدْلٌ بين الناس، فقال معاذ: إنَّا على حق وعدل، فأنزل الله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (٥). أي: وهكذا، وقيل: الكاف فيه للتشبيه، تقديره: وكما اخترنا إبراهيم وذريته واصطفيناهم كذلك جعلناكم أمَّةً وَسَطَا مردودة على قوله {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا} الآية.


(١) من (ج)، (ش).
(٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٥٨، والخازن في "لباب التأويل" ١/ ١١٨، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٥٩٥.
وانظر: "جامع البيان" للطبري ٢/ ٦ - ٧، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٢١٩.
(٣) "فصيح ثعلب" (ص ٦٨).
(٤) من (ج).
(٥) "تفسير مقاتل" ١/ ٧٣، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٥٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ١٥٤، "لباب التأويل" للخازن ١/ ١١٨، "العجاب في بيان الأسباب" لابن حجر ١/ ٣٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>