للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنهم يقولون: لم ينصرف عن (١) بيت المقدس مع علمه بأنه حق، إلا أنه إنما (٢) يفعل برأيه ويزعم أنه أمر به. وهذا القول اختيار المفضل بن سلمة الضبي. وهو قول صحيح مرضيّ (٣).

وقال قوم: معنى الآية {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ} يعني: لأهل الكتاب {عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} وكانت حجتهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في صلاتهم نحو بيت المقدس أنهم كانوا يقولون: ما درى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم نحن. وقولهم: يخالفنا محمد في ديننا ويتبع قبلتنا. فهذِه الحجة التي كانوا يحتجون بها على المؤمنين على وجه الخصومة منهم والتمويه بها على الجهال من المشركين. ثم قال {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} وهم مشركو مكة، وحجتهم أنهم قالوا لما صُرفت القبلة إلى الكعبة: إن محمدًا قد تحير في دينه فتوجه إلى قبلتنا وعلم أنَا أهدى سبيلًا منه، وأنه لا يستغني عنَّا، ويوشك أن يرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا. وهذا قول مجاهد وعطاء وقتادة والربيع والسدي واختيار محمد ابن جرير الطبري (٤).


(١) في (ت): من.
(٢) من (ج).
(٣) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٦٥، "لباب التأويل" للخازن ١/ ١٢٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٦١٤.
(٤) "جامع البيان" للطبري ٢/ ٣٢، "تفسير مقاتل" (ص ٧٧)، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ١/ ٢٥٨، "الوسيط" للواحدي ١/ ٢٣٢، "الوجيز" للواحدي =

<<  <  ج: ص:  >  >>