للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاع، فوجدت الصفا أقرب جبل إلى الأرض فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا فلم تر أحدًا فهبطتْ من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رَفَعَتْ طَرف درْعِهَا ثم سعت سَعْي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة وقامت عليها تنظر هل ترى أحدًا فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات (١).

وقال مجاهد: حجَّ موسى عليه السلام على جمل أحمر وعليه عباءتان قَطَوَانِيَتان (٢) فطاف بالبيت، ثم صَعِدَ الصفَا ودعا، ثم هَبَطَ إلى السَّعْي وهو يُلبِّي فقال: لبيك اللهم لبيك. فقال الله عز وجل: لبَّيْكَ عَبْدِيْ وأنَا مَعَكَ. فَخَرَّ مُوْسَى سَاجدًا (٣).

قوله تعالى: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} قرأ حمزة والكسائي: (يطَّوَّعْ) بالياء وتشديد الطاء (وجزم العين) (٤) وكذلك الثاني (٥) بمعنى يَتَطَوَّع (٦)، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم اعتبارًا بقراءة عبد الله (ومن يتطوع)


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" ٢٩/ ٢٧١ من طريق عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس، به مختصرًا. وقال: حديث صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
وأورده ابن حجر في "فتح الباري" ٣/ ٥٠٣ مختصرًا أيضًا، وقال: روى الفاكهي بإسناد حسن عن ابن عباس. . فذكره.
(٢) نسبةً إلى قَطَوان: موضع بالكوفة.
"مختار الصحاح" للرازي (ص ٢٢٧) (قطو). و"معجم البلدان" لياقوت ٤/ ٣٧٥.
(٣) رواه ابن أبي عاصم في كتاب "الزهد" ١/ ٨٧ بسنده عن مجاهد بنحوه.
(٤) من (ت).
(٥) يريد الآية (١٨٤)، وفيها: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ... }.
(٦) "السبعة" لابن مجاهد (ص ١٧٢)، "التيسير" للداني (ص ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>