للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والريح تذكَّر وتؤنَّث.

{وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ} أي: الغْيمِ المذلل {بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} سُمِّيَ سحَابًا؛ لأنَّهُ يَنْسَحِبُ أي: يسير في سرعته كأنه يُسْحَبُ، أي يُجَرُّ {لَآيَاتٍ} لدلالات وعلامات {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} فيعلمون أن لهذِه الأشياء خالقًا وصانعًا.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَيْلٌ لمن قرأ هذِه الآيةِ فَمَجَّ بها" (١).

أي: لم


= العلاء بن راشد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ما هبت ريح قط إلا جثا النبي - صلى الله عليه وسلم - على ركبتيه، وقال: " ... اللهم اجعلها رحمة ولا ثجعلها عذابًا، اللهم أجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا".
قال ابن عباس: والله إنّ تفسير ذلك في كتاب الله عز وجل يقول: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} و: {يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} و: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} و {أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ}.
ومن طريق الشافعي: رواه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" ٥/ ١٨٩ (٧٢٤٦).
ورواه أبو الشيخ في "العظمة" ٤/ ١٣٥٢ (٨٧١) من طريق آخر عن العلاء بن راشد، به.
وإسناده ضعيف؛ لأجل العلاء بن راشد، فقد نقل ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (٨٢٧) عن الحسيني أنه قال عنه: لا تقوم بإسناده حجة.
ورواه أبو يعلى في "مسنده" ٤/ ٣٤١ (٢٤٥٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" ١١/ ٢١٣ (١١٥٣٣) من طريق الحسين بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا. وإسناده ضعيف جدًّا؛ وإن الحسين بن قيس: متروك كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر (١٣٥١)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ١٣٥، ١٣٦: رواه الطبراني، وفيه حسين بن قيس، الملقَّب بحنش، وهو متروك، وقد وثقه حصين بن نمير، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(١) ذكره الزمخشري في "الكشاف" ١/ ٢٠٩، والبيضاوي في "أنوار التنزيل" ١/ ٢٠٥، وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" ١/ ٩٩: غريب جدًّا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>