للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله عز وجل: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا} من التوحيد ومعرفة الله (١) {وَلَا يَهْتَدُونَ} للحجة البالغة.

وعلى هذا القول تكون (٢) الهاء والميم عائدة على {وَمِنَ} في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا}.

وقال الآخرون: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} في تحليل ما حرموه على أنفسهم من الحرث والأنعام والسائبة والبحيرة (٣) والوصيلة والحام وسائر الشرائع والأحكام (٤) {قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا} أي: وجدنا عليه آباءنا من التحليل والتحريم والدين والمنهاج.

وعلى هذا القول تكون الهاء والميم راجعة إلى {النَّاسُ} في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} ويكون رجوعًا من الخطاب إلى الخبر، كقوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} (٥).

وهذا أولى الأقاويل, لأن هذِه القصة (٦) عقيب قوله: {يَاأَيُّهَا


(١) في (ج): الرَّحْمَن.
(٢) في (ش): فتكون.
(٣) من (ج)، (ت).
(٤) "الكفاية" للحيري ١/ ١٠٤، "الوسيط" للواحدي ١/ ٢٥٤، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٨١، "لباب التأويل" للخازن ١/ ١٣٨.
(٥) يونس: ٢٢.
انظر "جامع البيان" للطبري ٢/ ٧٨، "مفاتيح الغيب" للرازي ٥/ ٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٦٥٥.
(٦) في (ت): الصفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>