للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مشدَّدة، ورفع ما بعده، جعل (ما) بمعنى الذي، منفصلة عن قوله: (إنَّ)، وحينئذ تكون (ما) نصبًا باسم إنَّ، وما بعدها رفعًا على خبرها (١)، كما تقول: إنَّ ما أخذتَ مالك، وإنَّ ما ركبتَ دابتُك. أي: إنَّ (٢) الذي.

قال الله عز وجل: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ} (٣) (٤).

وقرأ الباقون: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} نصبًا على إيقاع الفعل، وجعلوا (إنَّما) كلمة واحدةً، تأكيدًا وتحقيقًا.

وقرأ أبو جعفر (الميّتة) وبابها بالتشديد في (٥) كل القرآن. وأما الآخرون فخفَّفوا بعضًا، وشددوا بعضًا. فمن شدَّد قال: أصله مَيْوِت: فَيْعِل (٦) من الموت، فأدغمت الياء في الواو، وجُعلت الواو يَاءً مشددة للكسرة، كما فعلوا بسيِّد وجيِّد وصيّب.

ومن لم يشدِّد فعلى طلب الخفة، وهما لغتان جيدتان، مثل: هيّن


(١) في (ج): على خبر إنَّ.
(٢) ساقطة من (ت).
(٣) طه: ٦٩.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٠١، "جامع البيان" للطبري ٢/ ٨٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ١٩٩، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٦٦٠.
(٥) زيادة من (ت).
(٦) "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ١٧٥، "شواذ القراءة" للكرماني (ص ٣٤)، "غرائب القرآن" للنيسابوري ١/ ٤٦٧، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٢٤، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ١/ ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>