للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{بَعْدَ مَا سَمِعَهُ}: عن الميت. وإنما ذكر الكناية عن الوصية، وهي (١) مؤنثة؛ لأنها في معنى الإيصاء كقوله -عز وجل-: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ} (٢) رده رده إلى (٣) الوعظ ونحوها كثير (٤).

وقال المفضل: لأن الوصية قول، فذهب إلى المعنى، وترك اللفظ، كقول امرئ القيس:

بَرَهْرَهَةْ رُؤدةٌ رَخْصةٌ (٥) ... كخُرعُوبة البانةِ المُنْفَطِر (٦)

والمنفطر: المنفتح بالورق، وهو أنعم ما يكون، فذهب إلى القضيب (٧)، وترك لفظ (٨) الخرعوبة.


(١) في (ح): وهو.
(٢) البقرة: ٢٧٥.
(٣) في (أ): أي.
(٤) في (أ): كثيرة.
"تفسير غريب القرآن "لابن قتيبة (ص ٧٣)، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٥١، "جامع البيان" للطبري ٢/ ١٢٢ - ١٢٣، "النكت والعيون" للماوردي ١/ ٢٣٣.
(٥) في (أ): ترخصه.
(٦) البيت في "ديوانه" (ص ١٥٧)، "الصحاح" للجوهري ١/ ١١٩، و"لسان العرب" لابن منظور كلاهما مادة خرعب ٤/ ٦٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ٢٤٩.
والبرهرهة: الرقيقة الجلد. والرُّؤدة: الشابة. والرُّخصة: اللينة الخلق. والخرعوبة: القضيب الغض الطري. والبانة: يريد شجر البان. "الديوان" (ص ١٥٧).
(٧) في (أ): القصب.
(٨) ساقطة من (ح)، (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>