للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} قرأ عيسى (١) بن عمر، ويحيى بن وثاب، وحمزة، والكسائي: (يَطّوع) بالياء، وتشديد الطاء، وجزم العين، على معنى (٢) يتطوع. وقرأ الآخرون {تَطَوَّعَ} بالتاء، وفتح العين، وتخفيف الطاء على الفعل الماضي (٣).

واختلف العلماء في تأويل هذِه الآية وحكمها، فقال قوم: كان ذلك في أول ما فرض (٤) الصوم، وذلك أن الله تعالى لما أنزل فرض صيام (٥) شهر رمضان على رسوله عليه السلام وأمر أصحابه بذلك شق عليهم الصوم، وكانوا قومًا لم يتعودوا الصوم (٦)، فخيرهم الله تعالى بين الصيام والإطعام، فكان من شاء صام، ومن شاء أفطر، وافتدى بالطعام، ثم نسخ الله تعالى ذلك بقوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} ونزلت العزمة (٧) في إيجاب الصوم.

وعلى هذا القول معاذ بن جبل (٨)،


(١) ساقطة من (ح).
(٢) ساقطة من (ح).
(٣) "السبعة" لابن مجاهد (ص ١٧٢)، "الاختيار في القراءات العشر" لسبط الخياط ١/ ٢٩٥، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ١/ ٢٢٣.
(٤) بعدها في (أ): الله تعالى.
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) في (ح): الصيام.
(٧) في (أ): العزيمة.
(٨) رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب كيف الأذان (٥٠٧)، والإمام أحمد في "المسند" ٥/ ٢٤٦، والطبري في "جامع البيان" ٢/ ١٣٢، وابن أبي حاتم في =

<<  <  ج: ص:  >  >>