مرويات هؤلاء وأقوالهم يجعلون تفسير "الكشف والبيان" في مقدمة المصادر التي يستقون منها هذِه الأقوال.
ومن أمثلة ما رواه المصنف رحمه الله عنهم في "تفسيره": عند تفسيره لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْر}[آل عمران: ١٢٣]: قال: وقال عمير بن إسحاق: لما كان يوم أحد انجلى القوم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبقي سعد بن مالك يرمي. . .، فذكر الآية.
وقال الشعبيّ: بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين يوم بدر أن كرز بن كابر المحاربيّ يريد أن يمد المشركين. . .، فذكر الرواية.
وعند تفسيره لقول الله تعالى:{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}[آل عمران: ١٥١]: قال: قال السديّ: لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين نحو مكة. . .، فذكر قصة عزمهم على العودة إلا أن الله قذف في قلوبهم الرعب.
وعند تفسيره لقول الله تعالى:{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ}[آل عمران: ٣٧]: قال: قال الربيع بن أنس: كان زكريا -عليه السلام- إذا خرج أغلق عليها السبعة أبواب، فإذا دخل عليها غرفتها {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا}[آل عمران: ٣٧]. أي: فاكهة في غير حينها، فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف.
وروى عن محمد بن إسحاق بن يسار قال: ثم أصابت بني إسرائيل أزمة. .، فذكرها إلى أن قال: فيدخل عليها زكريا فيرى عندها فضلًا من الرزق، وليس بقدر ما يأتيها به يوسف. . إلخ.