أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
الثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
الثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، ويجوز حكايته لما تقدم، أي في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"(١)، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني، ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرًا، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، وعدتهم، وعصا موصى من أي الشجر كانت، وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى. .، إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن مما لا فائدة من تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم، ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز، كما قال تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا
(١) أخرجه أحمد ٢/ ١٥٩، ٢٠٢، ٢١٤، والبخاري ٦/ ٤٩٦ (٣٤٦١)، كتاب الأنبياء، باب ما ذُكر عن بني إسرائيل، والترمذي ٥/ ٤٠ (٢٦٦٩) كتاب العلم، باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل، من حديث عبد الله بن عمرو أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "بلِّغوا عنِّي ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعده من النار".