للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني بذلك الليل والنهار (١).

والفجر: انشقاق عمود الصبح، وابتداء ضوئه، وهو مصدر قولك: فجَر الماء يفجُر فجرًا، إذا أنبعث وجرى، شبه شق الضوء ظلمة الليل بفجر الماء الحوض (٢)، إذا شقه، وخرج منه (٣). وهما فجران أحدهما: يسطع في السماء مستطيلًا كذنب السِّرحان (٤) ولا ينتشر، فذاك (٥) لا يحل الصلاة، ولا يحرم الطعام على الطعام، وهو الفجر الكاذب، والثاني: هو المستطير الذي ينتشر، ويأخذ الأفق (٦)، وهو الفجر الصادق الذي يحل الصلاة، ويحرم الطعام على الصائم (٧) وهو المعني بهذِه الآية.


(١) رواه البخاري في الصوم، باب قول الله تعالى: {وكلوا واشربوا. .} (١٩١٧)، وفي "التفسير"، باب قوله تعالى: {وكلوا واشربوا ... } (٤٥١١)، ومسلم في كتاب الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر (١٠٩١)، والنسائي في "تفسيره" ١/ ٢٢٤ (٤٢) كلهم من طريق أبي حازم به بنحوه.
(٢) في (أ): عن الحوض.
(٣) "جامع البيان" للطبري ٢/ ١٧٧.
(٤) السّرحان: الذئب، وقيل: الأسد، وجمعه سِراح وسراحين. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٣٥٨.
(٥) في (ش)، (ح)، (أ): فذلك.
(٦) في (أ): في الأفق.
(٧) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٥٧، وقد ورد هذا في حديث ابن ثوبان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا مرسلًا، رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ١٧٣، والدارقطني في "السنن" ٢/ ١٦٥، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٤/ ٢١٥، وقال ابن كثير: وهذا مرسل جيد. "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>