- عند قول الله تعالى:{مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}[الانفطار: ٦] قال رحمه الله: قال أهل الإشارة: إنما قال (ربك الكريم) دون سائر أسمائه وصفاته؛ لأنه لقَّنه الإجابة حتى يقول: غَرّني كرم الكريم.
- وفي تفسير قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣)} [الفجر: ٣] نقل لأبي بكر الوراق من أقوال الصوفية.
ومما ينبغي أن يذكر في خاتمة الكلام عن التفسير الصوفي الإشاري وموقف الثعلبي منه: أنَّ الثعلبي رغم أنه نقل عن الصوفية، وبعض شيوخه منهم، ورغم أنه ضمَّن كتابه مجموعة من التفاسير الإشارية، إلا أنه رغم ذلك يبدو أنه رحمه الله كان متحرِّيًا في هذِه النقول، إذ خلا تفسيره من التفسير الصوفي النظري الباطني، كما أنَّه لم يتَّبع شيخه السلمي في ما أخطأ فيه وانتقده بسببه العلماء، كما أن الثعلبي صان تفسيره من التأويلات الرمزيَّة والإشارية التي تخالف مقاصد اللغة العربية، خاصةً إذا تجاوزنا ما ذُكر في أوائل السور من الأقوال التي قلَّ من لا يذكرها من المفسِّرين (١).
(١) انظر: "الثعلبي ودراسة كتابه الكشف والبيان" ٢/ ٦١٦.