عناية الثعلبي بأسباب النزول، واعتماد العلماء عليه في هذا الباب:
لقد اعتنى الثعلبي رحمه الله عناية كبيرة بأسباب النزول، فأودع تفسيره جملة كبيرة منها. حتى أصبحت "أسباب النزول" من المعالم البارزة في تفسير "الكشف والبيان"، وأصبح هذا التفسير من المصادر الهامة للمؤلفات التي ألِّفت بعده في هذا العلم.
فالكتب المطبوعة الآن في أسباب النزول، وهي:"أسباب النزول" للواحدي، و"لباب النقول" للسيوطي، "العُجاب في بيان الأسباب" لابن حجر، هذِه المصادر الثلاثة اعتمدت على تفسير "الكشف والبيان" للثعلبي اعتمادًا كبيرًا، وخاصة الواحدي وابن حجر ومن ينظر في هذِه الكتب يتبيَّن له اعتماد أصحاب هذِه المؤلفات على هذا التفسير في مؤلفاتهم. وسيأتي تفصيل ذلك عند الكلام عن أهمية الكتاب وذكر مزاياه.
ومن الأمثلة على ما ورد في أسباب النزول:
- عند تفسيره لصدر سورة آل عمران قال: أخبرنا عبد الله بن حامد وساق بسنده عن محمد بن جعفر بن الزبير، وعن الكلبي، وعن الربيع ابن أنس قالوا: نزلت هذِه الآيات في وفد نجران، وكانوا ستين راكبًا، قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفيهم أربعة عشر رجلًا من أشرافهم. . .، فساق قصة وفادة أهل نجران إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما وقع منهم وإليهم من أحداث في حجاج تاريخيّ، وجدل منطقيّ. .، إلى أن