للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجزور، ويَفُك المعاني (١)، ويجزُّ النواصي، ويفعل كذا وكذا، يتفاخرون بذلك، فأمرهم الله -عز وجل- بذكره، فقال: فا ذكروني، فأنا الذي فعلت ذلك بكم وبآبائكم، وأحسنت إليكم وإليهم (٢).

قال السدي: كانت العرب إذا قضت مناسكها، وأقاموا (٣) بمنى يقوم الرجل فيسأل الله -عز وجل-، ويقول: اللهم إن أبي كان عظيم الجفنة (٤)، عظيم القبة، كثير المال، فأعطني (مثل ذلك) (٥)، ليس يذكر الله -عز وجل- وإنما يذكر أباه (٦)، ويسأل أن يُعطى في دنياه، فأنزل


(١) العاني: الأسير، وكل من ذل، واستكان، وخضع فقد عنا يَغنُو وهو عان، والمرأة عانية، وجمعها عوان.
"غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ٣٠٨، "النهاية" لابن الأثير ٣/ ٣١٤.
(٢) في (ح): إليهم وإليكم.
هذا السبب جمعه المصنف من آثار متفرقة عن ابن عباس، وابن الزبير، وأنس، وأبي وائل، ومجاهد، وقتادة وغيرهم.
انظر: "تفسير القرآن" لعبد الرزاق ١/ ٧٩، "أخبار مكة" للفاكهي ٤/ ١٤٧ - ١٤٩، "جامع البيان" للطبري ٢/ ٢٩٦ - ٢٩٧، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ١/ ٣٥٥ - ٣٥٦، "الدعاء" للطبراني ٢/ ١٢٠٢ (٨٧٩)، "العجاب في بيان الأسباب" لابن حجر ١/ ٥١١ - ٥١٥، "الدر المنثور" للسيوطي ١/ ٤١٦ - ٤١٧. وذكره دون عزو لأحد الفراء في "معاني القرآن" ١/ ١٢٢، وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" (ص ٧٩)، والزجاج في "معاني القرآن" ١/ ٢٧٤.
(٣) في (ح): وقاموا.
(٤) يقال: فلان عظيم الجفنة، إذا كان مطعمًا، والعرب تمدح بعظم الجفان، وسعة الآنية. "غريب الحديث" للخطابي ٢/ ٥٢٩.
(٥) في (ح): مثل ما أعطيت أبي.
(٦) في (أ): آباءه.

<<  <  ج: ص:  >  >>