للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثعلبي: والرزق: هو المهيأ للانتفاع به، فإن كان طعامًا فللتَّغذي، وإن كان لباسًا فللتَّدفي والتوقي، وإن كان مسكنًا فالانتفاع به سكنى، وقد ينتفع المنتفع بما هيء للانتفاع به على وجهين: حلالًا وحرامًا، فلذلك قلنا: إنَّ الله -عز وجل- رزق الحلال والحرام.

فقرَّر أنَّ الله يرزق الحلال والحرام كما هو المذهب الصحيح ولم يرد على المعتزلة القائلين: إنَّ الحرام ليس برزق.

وعند قوله تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: ٢٤]: قال رحمه الله: وفي هذِه الآية دليل على أنَّ النار مخلوقة، لأنَّ المُعَدَّ لا يكون إلا موجودًا.

وهذا هو القول الحق في هذِه المسألة، وعليه اتفق أهل السنة والجماعة، خلافاً للمعتزلة والقدرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>