ثم روى بسنده أيضًا عن ابن الأنباري، عن ثعلب أنه قال: هو من قول العرب: فسرت الفرس، إذا ركضتها محصورة لينطلق حصرها.
ثم روى بسنده أيضًا عن أبي حامد الخارزَنجي قوله: هو مقلوب من (سَفَر) مثل جذب وجبذ، وضبَّ وبضَّ.
ثم بين أصل كلمة "تأويل" فقال: وأصله من (الأوْل) وهو الرجوع. تقول العرب: آل الملك إلى فلان، يؤول أوْلًا ومآلًا، أي: عاد إليه. وإِلْتُ وإبْتُ بمعنًى واحد. والعرب تقول: أُلْته فآل، أي: صرفته فانصرف. قال الشاعر:
فألنا بخيرِ في رخاءٍ ونعمةٍ. . . وآل بنو مروان شرَّ مآلِ
وللأعشى:
وأُؤوِّل الأمر على وجهه. . . ليس قضائي بالهوى الجائرِ
ثمَّ روى بإسناده عن النضر بن شميل أنه قال: أصله من (الإيالة) وهي السياسة. تقول العرب: قد إلنا وإيل علينا، أي: سسنا وساسنا غيرنا، فكأنَّ المتأوِّل للكلام سايسه والقادر عليه وواضعه موضعه.
- وقال في أصل كلمة "الكُفْر" عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦)} [البقرة: ٦] قال: والكفر: هو الجحود والإنكار، وأصله من (الكَفْر) وهو التغطية والستر، ومنه