للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: فمن اغترف غرفة كما أمره الله تعالى قوي قلبه، وصح إيمانه، وعبر النهر سالمًا، وكفته تلك الغرفة الواحدة لشربه، وحمله، ودوابه، والذين شربوا وخالفوا أمر الله عز وجل اسودّت شفاههم، وغلبهم العطش فلم يرووا، وبقوا على شط النهر، وجبنوا عن لقاء العدو (١)، ولم يشهدوا الفتح.

{فَلَمَّا جَاوَزَهُ} يعني: النهر. {هُوَ} يعني: طالوت. {وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} يعني: القليل {قَالُوا} يعني: الذين شربوا، وخالفوا أمر الله، وكانوا أهل شك، ونفاق: {لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} وانصرفوا عن طالوت (٢)، ولم يشهدوا قتال (٣) جالوت. {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ} يوقنون، ويعلمون {أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ} وهم القليل الذين


= وليس عندهم: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: "أنتم على عدة أصحاب طالوت" بل لفظ الحديث عندهم: كنا أصحاب محمد نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت.
وروى الطبراني في "المعجم الكبير" ٤/ ١٧٤ (٤٠٥٦) والبيهقي في "دلائل النبوة" ٢/ ٣٧ من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: حدثني أسلم أبو عمران أنه سمع أبا أيوب الأنصاري -في حديث طويل- يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عدة أصحاب طالوت".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٦/ ٧٤: إسناده حسن.
قلت: في إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وروى الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٦٢١ عن قتادة قال: ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه يوم بدر: "أنتم بعدة أصحاب طالوت يوم لقي .. " وهذا إسناد مرسل.
(١) في (أ): زيادة: ولم يجاوزوا.
(٢) في (أ): عن الجهاد.
(٣) في (ش): قتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>