للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ} أي: من بعد الرسل {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا} بعدهم في الدين {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ} ثبت على إيمانه {وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} فتهود، وتنصر، وصاروا يعقوبية، ونسطورية، وملكانية (١)، ثم تحاربوا (٢).

{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} فيوفق من يشاء فضلًا، ويخذل من يشاء عدلًا (٣).


(١) في جميع النسخ: ملكائية.
والملكانية أصحاب ملكا الَّذي ظهر بأرض الروم، واستولى عليها، ومعظم الروم ملكانية، قالوا: إن الكلمة اتحدت بجسد المسيح، وتدرعت بناسوته، وأن الإنسان منه هو الَّذي صلب وقتل، وأن الإله منه لم ينله شيء من ذلك. ويسمون اليوم الروم الكاثوليك.
والنسطورية أصحاب نسطور الحكيم الَّذي ظهر في زمان المأمون، وتصرف في الأناجيل بحكم رأيه، وقال: إن الله واحد ذو أقانيم ثلاثة: الوجود، والعلم، والحياة، وهذِه الأقانيم ليست زائدة على الذات، ولا هي هو؟ ! ولا يزال لها أتباع في العراق وإيران، وتدعى أحيانًا بالكنيسة الآشورية.
واليعقوبية أصحاب يعقوب البرذعاني، وكان راهبًا بالقسطنطينة، وقالوا بالأقانيم الثلاثة، وقالوا: اتحدت الكلمة بجسد المسيح، وانقلبت الكلمة لحمًا ودمًا، فصار الإله هو المسيح، وهو الظاهر بجسده؛ بل هو هو، وهذِه الفرقة لها أتباع في مصر، والنوبة، والحبشة.
انظر: "الفصل في الملل والنحل" لابن حزم ١/ ١١٠ - ١١٢، "الملل والنحل" للشهرستاتي (ص ٢٢٣ - ٢٢٥).
(٢) في (ش): حاربوا.
(٣) نظر: "جامع البيان" للطبري ٣/ ٢، "الوسيط" للواحدي ١/ ٣٦٣، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>