للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقام (١) أرميا فيهم، ولم يدر ما يقول، فألهمه الله في الوقت خطبةً بليغةً طويلةً، بين (٢)، لهم فيها ثواب الطاعة، وعقاب المعصية، وقال في آخرها: وإني لأحلف (٣) بعزتي لأقيضن لهم (٤) فتنة يتحير فيها الحليم (٥)، ولأسلطن عليهم (٦) جبارًا قاسيًا قلبه (٧)، ألبسه الهيبة، وأنزع من صدره الرحمة، يتبعه عدد مثل سواد الليل المظلم. ثم أوحى الله عز وجل إلى أرميا: إني مهلك بني إسرائيل بيافث، ويافث (٨) أهل بابل، فهم من ولد يافث بن نوح عليه السلام. فلما سمع ذلك أرميا (٩) صاح وبكى وشق ثيابه، ونبذ الرماد على رأسه (١٠).

فلما سمع الله عز وجل تضرُّع أرميا -وهو الخضر- وبكاءه؛ ناداه: يا أرميا أشَقَّ عليك ما أوحيت إليك؟ قال: نعم، يا رب أهلكني قبل أن أرى في بني إسرائيل ما لا أُسَرُّ به. فقال الله عز وجل: وعزتي لا


(١) في (ش): فقال.
(٢) في (ش)، (ز)، (أ): يبين.
(٣) في جميع النسخ: أحلف.
(٤) في (أ): لكم.
(٥) كذا في جميع النسخ. وفي الأصل: الجليل.
(٦) في (أ): عليكم.
(٧) ساقطة من (ش)، (ح)، (أ).
(٨) في (ح): بيافذ ويافذ.
(٩) في (ح): أرميا ذلك.
(١٠) ما ذكر هنا من شق الثياب، ونبذ الرماد -وسيرد مرة أخرى- ينافي كمال التوكل والصبر الذي كان عليه أنبياء الله ورسله!

<<  <  ج: ص:  >  >>