للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القائل: ما يسعك هذا الأمر. أي ما يحل لك (١). فبين الله تعالى أن ما كلَّفَ عباده فقد (٢) وَسَّعَهُ لهم، والله أعلم بالصواب (٣).

قوله (٤): {لَهَا مَا كَسَبَتْ} أي: للنفس ما عملت من الخير والعمل الصالح. لها أجره وثوابه. {وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} من الشر والعمل السيئ. عليها وزره ووباله.

قوله: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا} أي (٥): لا تعاقبنا. قال أهل المعاني: وإنما خرج على لفظ المفاعلة وهو فعل واحد؛ لأن المسيء قد أمكن من نفسه وطَرَّقَ السبيل إليها بفعله، فكأنه أعان عليه مَن يعاقبه بذنبه (٦) (ويأخذه به، فشاركه) (٧) في أخذه (٨).

{إِنْ نَسِينَا} جعله بعضهم (٩) من النسيان الَّذي هو السهو. قال الكلبي: كانت بنو إسرائيل إذا نسوا شيئًا مما أمروا به أو أخطؤوا،


(١) ذكره أبو منصور الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" ١/ ٦٦٨، وعزاه للحسن. وذكره الحيري في "الكفاية في التفسير" ١/ ٢٤٨، وعزاه للحسين بن الفضل.
(٢) في (ش): فهو.
(٣) ساقطة من (ش).
(٤) زيادة من (ش).
(٥) ساقطة من (ش)، (ح).
(٦) عليها طمس في (ش).
(٧) في (ح): ويأخذ به فقد شاركه.
(٨) انظر: "مفاتيح الغيب" للرازي ٧/ ١٢٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٣٨٢، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٧٠١.
(٩) عليها طمس في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>