والإسناد الثاني: فيه السدي والكلبي، وهما متهمان بالكذب. والإسناد الثالث: مرسل؛ فالربيع بن أنس تابعي، لم بسنده عمن سمع. التخريج: الرواية التي ساق فيها الثعلبي قصة وفادة رؤساء أهل نجران إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما وقع منهم وإليهم من أحداث، قد نالت من القرآن الكريم عناية ظاهرة؛ إذ نزلت فيها آيات من سورة آل عمران، استغرقت قدرًا منها في حجاج تاريخي وجدل منطقي، فأبوا إلا المقام على ضلالهم وكفرهم، فدعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المباهلة، فأبوا ذلك، كذلك، ورضوا بالجزية والموادعة. وقد رويت القصة على وجوه، عن جماعة من التابعين: فقد رواه ابن هشام في "السيرة النبوية" ٢/ ٥٧٣ - ٥٨٤، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٦٢ عن ابن إسحاق به نحوه. قال ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٩٤: إسناد مرسل. وروى أبو نعيم في "المنتخب من دلائل النبوة" ٢/ ٣٥٤ - ٣٥٧ (٢٤٥) من طريق محمَّد بن مروان، عن محمَّد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس نحوه. وفي بعض الألفاظ اختلاف وزيادة. قال الحافظ في "الكاف الشاف" (ص ٢٦): ابن مروان متهم بالكذب. وروى الطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٦٣، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٥٨٤ عن الربيع بن أنس بعضه. ورواه ابن مردويه، كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٢/ ٨١ - ٨٢ عن الشعبي، عن جابر قال: قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العاقب والطَّيِّب ... فذكر نحوه .. وفيه اختلاف. ورواه الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٩٩، عن الشعبي مرسلًا. قال ابن كثير: في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٨٢ وهذا أصح. وروى البيهقي في "دلائل النبوة" ٥/ ٣٨٢ قصة وفادة نجران مطولة جدًّا. قال ابن =