للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى (١): {يَقُولُونَ}: حالاً، والمعنى: والراسخون في العلم قائلين: آمنا به.

يقول ابن مفرِّغ الحميريِّ:

الريح تبكي شجوها ... والبرق يلمع في غمامة (٢)

أراد: والبرق لامعًا في غمامة تبكي شجوها أيضًا, ولو لم يكن البرق شِرك الريح في البكاء، لم يكن لذكر البرق ولمعانه معنى (٣).


= ممن يزعم أن المتشابه في القرآن لا يعلمه الراسخون في العلم. انتهى. وهو اختيار أبي جعفر النحاس، والإمام النووي، ومكي بن أبي طالب القيسي، وابن الحاجب، وغيرهم.
انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣١٠، "الأضداد" لابن الأنباري (ص ٤٢٧)، "شرح صحيح مسلم" للنووي ١٦/ ٢١٨، "مشكل إعراب القرآن" لمكي ١/ ١٢٦، "الكشاف" للزمخشريِّ ١/ ١٣٤، "مفاتيح الغيب" للرازيّ ٧/ ١٧٦.
(١) من (س)، (ن).
(٢) البيت في "ديوان ابن مفرِّغ" (ص ٢٠٨)، "طبقات الشعراء" لابن سلَّام ٢/ ٦٨٨ - ٦٨٩، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ٧٤، ١٢٧)، "الصاحبيُّ في فقه اللغة" لابن فارس (ص ٢٣٨)، وفي بعضها اختلاف.
(٣) جاء في "الأمالي" للزجاجيّ (ص ٧٣) أن المبرد سأل أبا الفضل الرياشيَّ عن معنى قول الشاعر، فذكر بيت مفرِّغ؟ فقال: هو عندي كقولهم: ويل للشجيِّ من الخليِّ -يعني: أن البرق يضحك، والربح تبكي-، فضربه مثلًا لنفسه. قال: وغير الرياشيّ يذهب إلى أن الريح تبكي شجوها، والبرق يبكي أيضًا، وجعل (يلمع) حالاً، والتقدير: الريح تبكي شجوها، والبرق لامعًا في الغمامة.
وانظر: "الأضداد" لابن الأنباري (ص ٤٢٤)، "باهر البرهان" لبيان الحق النيسابوريِّ ١/ ٢٧٧، "الأمالي" للمرتضى ٢/ ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>