للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كفى باليأس، من أسماء، كافِ

وليس لسقمها، إذ طال، شافِ (١)

وكان حقه أن يقول: كافيًا، فأرسل الياء (٢).

وأنشد الفراء:

كأنَّ أيديهن بالقاع القرِقْ

أيدي جوارٍ يتعاطين الورِقْ (٣)

ومعنى قوله تعالى: {لَنْ تُغْنِيَ} هو: لن تنفع، وإنما سُمي المال غنى؛ لأنه يدفع عن صاحبه الفقر والنوائب، وينفعه (٤).

{عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}. قال الكلبيُّ: من


(١) البيت مطلع قصيدة لبشر، كما في "ديوانه" (ص ١٤٢) ونصه:
كفى بالنأي مِن أسماءَ كاف
وليس لحبِّها إذْ طال شاف
(٢) ذكر بعض أهل اللغة البيت مستشهدًا به على تسكين المنقوص في حالة النصب؛ للضرورة، والأصل: كافيًا؛ لأنه حال مؤكدة.
انظر: "المقتضب" للمبرد ٤/ ٢٢، "الكامل" للمبرد ٦/ ١٢٨، "خزانة الأدب" للبغداديِّ ٢/ ٢٦١ - ٢٦٤، "المفصَّل" للزمخشريِّ ٢/ ١١٣، "مختارات ابن الشجريِّ" ٢/ ٢٦ - ٢٨.
(٣) لم أقف للبيت على ذكر في "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٩١ عند هذِه الآية، وينسب لرؤبة بن العجاج كما في ملحقات "ديوانه" (ص ١٧٩)، وذكره بعض أهل اللغة والأدب من الشواهد على أن تسكين الياء في موضع النصب ضرورة، والقياس فتحها.
انظر: "الأمالي" لابن الشجري ١/ ١٥٨، "خزانة الأدب" للبغدادي ٨/ ٣٤٧.
(٤) انظر: هذا الوجه في "روح المعاني" للألوسي ٣/ ٩٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٣٥٥، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٤٠٥، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>