للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله (١): {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}. قال المفسرون: أخذت حنّة مريم حين ولدتها فلفَّتها في خِرْقة وحملتها إلى المسجد، فوضعتها عند الأحبار: أبناء هارون عليه السلام، وهم يومئذ يلون من (٢) بيت المقدس كما يلي الحَجَبة من الكعبة. فقالت لهم: دونكم هذِه النذيرة. فتنافس فيها الأحبار، إذ كانت بنت إمامهم، وصاحب قربانهم، فقال لهم زكريا: أنا أحقكم بها؛ عندي خالتها، فقالت له الأحبار: لا تفعل ذلك؛ فإنها لو تركت لأحق الناس بها لتركت لأمها (التي ولدتها) (٣)، ولكنا نقترع عليها، فتكون عند من خرج سهمه. فانطلقوا -وكانوا تسعة وعشرين رجلًا- إلى نهر جار قال السدي: هو نهر الأردن (٤) -فألقوا أقلامهم في الماء، فارتد قلم زكريا، وقام فوق الماء كأنه في طين، وجرت أقلامهم مع الماء، فذهب بها الماء، فسهمهم وقرعهم زكريا، وكان رئيس الأحبار ونبيهم، فذلك قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} (٥).


= وانظر: "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٢٦٣.
(١) من (س).
(٢) من (س)، (ن).
(٣) من (س)، (ن).
(٤) نهر يصب إلى بحيرة طبرية، تجتمع فيه المياه من جبال وعيون.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ١٧٧.
(٥) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٤٣ عن السدي، وفي ٦/ ٣٥٣ عن محمد ابن إسحاق نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>