للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبلغنا أن زبيدة أم جعفر (١) اتخذت مصحفًا بتسعين قطعة كتبت بالذهب على الورق، وجعلت على ظهورها من الذهب (مرصَّعة بالجواهر) (٢) والفضَّة، فبينما هي تقرأ القرآن ذات يوم، بلغت هذِه الآية فلم يكن شيء أحب إليها من المصحف فقالت: عليَّ بالصاغة، فأمرت بالجواهر والذهب حتَّى بيعت، وأمرت حتَّى حفرت الآبار، واتخذت الحياض بالبادية (٣).

قال أبو بكر الورَّاق: دلَّهم بهذِه الآية على الفتوة (٤)، فقال: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} (برِّي بكم) (٥) إلَّا ببركم (٦) بإخوانكم، والإنفاق عليهم من مالكم وجاهكم ما تحبون، فإذا فعلتم ذلك نالكم برِّي وعطفي (٧) {وَمَا


(١) زبيدة بنت جعفر بن المنصور العبّاسية والدة الأمين تكنى أم جعفر.
انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي ١٠/ ٢٤١، "البداية النهاية" لابن كثير ١٠/ ٢٧١.
(٢) من (س).
(٣) انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ١٠/ ٢٨٣، "أعلام النساء" لعمر كحالة ٢/ ١٧ - ٣٠، "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٢٨٤.
(٤) الفُتُوَّة: الحرية والكرم.
انظر: "أساس البلاغة" للزمخشري ٢/ ٦ (فتى)، "المحيط في اللغة" لإسماعيل ابن عباد ٩/ ٤٧٠ (فتى).
(٥) مطموس في الأصل، وفي (ن): أنفعكم، والمثبت من (س).
(٦) مطموس في الأصل. والمثبت من (س)، (ن).
(٧) انظر هذا الوجه في: "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٥٢٣، "لباب التأويل" للخازن ١/ ١٨٩، "الفريد في إعراب القرآن المجيد" لابن أبي العزّ الهمداني ١/ ٦٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>