كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٣ - سورة آل عمران - ٩٧ - ج: 9 - ص: 34

وإمكان السير: وهو أن يكون في الوقت سعة يمكنه فيه الحج، فإذا وجد شرائط الحج وهو ببغداد (١) وقد بلغ الحاج إلى الكوفة (٢) مثلا، فلا يجب عليه، لأنه وجد شرائط في وقت تعذّر عليه فعله فيه، فهو كالصبي يبلغ في (أثناء نهار رمضان) (٣) فلا يجب عليه صوم ذلك اليوم (٤).

وزاد كاف، وراحلة مبلِّغة، وقوة مؤدية: اختلفت أقوال الفقهاء في تفصيل هذِه الشرائط:

فقال الشافعيُّ رحمه الله: الاستطاعة وجهان:

أحدهما: أن يكون مستطيعا ببدنه، واجدًا من ماله ما يبلّغه الحج.

والثاني: أن يكون معضوبًا (٥) في بدنه لا يثبت على مركبه، وهو

---

= لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٤٩، "بداية المجتهد" لابن رشد ٢/ ٦٨٨، "كشاف القناع" للبهوتي ٢/ ٣٧٨، "فتح الباري" لابن حجر ٣/ ٣٧٩.
(١) بَغْدَاد فيها أربع لغات وهي عين العراق وأم الدنيا وسيدة البلاد.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٥٤١.
(٢) الكوفة -بالضم- العصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٤/ ٥٥٧.
(٣) في الأصل: يبلغ في أثنائها والصوم، والمثبت من (س)، (ن).
(٤) انظر: "شرح فتح القدير" لابن الهمام ٢/ ٤١٥، ٤١٨، "بداية المجتهد" لابن رشد ٢/ ٦٢٣، "معونة أولى النهى" لابن النجار ٣/ ١٧٣.
(٥) العضب: القَطْع والمنع عن الحاجة، والمعضوب: المخبول الزَّمِن الذي لا حراك به، يقال: عضبته الزمانة تعضبه عضبًا: إذا أقعدته عن الحركة.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ٢٥٢، "الصحاح" للجوهري ١/ ١٨٣ (عضب).