للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإسلام بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة (١) بهذِه البلاد، لا (٢) والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار. فأمر شابًّا من اليهود كان معه فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكّرهم يوم بعاث (٣)، (وما كان قبله) (٤)، وأنشدهم بعض ما كانوا يتقاولون فيه من الأشعار، وكان بعاث يومًا اقتتلت فيه الأوس مع الخزرج، وكان الظفر للأوس على الخزرج، ففعل. فتكلّم القوم عند ذلك، فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحييّن على الركب: أوس بن قيظي أحد بني حارثة من الأوس (٥)، وجبّار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج (٦) فتقاولا، ثم قال أحدهما


(١) بنو قيلة: هم الأوس والخزرج، وقيلة: اسم أم لهم قديمة، وهي: قيلة بنت كاهل، سمّوا بها.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٤/ ١١٧، "تاج العروس" للزبيدي ١٥/ ٦٤٤ (قيل).
(٢) من (س)، (ن).
(٣) بُعاث -بالضم وآخره ثاء مثلثة- موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٤٥١، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ١٣٨ (بعث).
(٤) في الأصل: وما كانوا قبله. والمثبت من (س)، (ن).
(٥) أوس بن قيظيّ الأنصاري الحارثيّ، شهد أحدًا هو وأبناؤه - رضي الله عنه -.
انظر: "أسد الغابة" لابن الأثير ١/ ٣٢٦، "الإصابة" لابن حجر ١/ ٣٠٥.
(٦) جبّار بن صخر بن أمية الأنصاري السُّلميّ، كان خارص أهل المدينة وحاسبهم. "الإصابة" لابن حجر ١/ ٥٥٩، "أسد الغابة" لابن الأثير ١/ ٥٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>