للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبو الهيثم بن التيهان، وعويم بن ساعدة من الأوس، فلقوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعقبة وهي العقبة الأولى، فبايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بيعة النساء، على أن لا يشركوا بالله شيئًا ولا يزنوا .. إلى آخر الآية. فإن وفيتم فلكم الجنّة، وإن غشيتم شيئًا من ذلك أُخذتم بحقه في الدنيا، وهو كفارة له، وإن ستر عليكم فأمركم إلى الله تعالى، إن شاء عذبكم، وإدن شاء غفر لكم، قال: وذلك قبل أن يفرض عليهم الحرب (١).

فلمَّا انصرف القوم بعث معهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم، فكان مصعب يسمى بالمدينة: المقرئ، وكان أول مقرئ بالمدينة، وكان منزله على أسعد بن زرارة (٢) ثم خرج أسعد بمصعب، فدخل بعض حوائط (٣) بني ظفر فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم.


(١) أخرج البخاري كتاب مناقب الأنصار باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة وبيعة العقبة (٣٨٩٢) (٣٨٩٣)، ومسلم كتاب الحدود باب الحدود كفّارات لأهلها. (١٧٠٩)، والنسائي في "السنن" في كتاب البيعة في باب البيعه على الجهاد (٦١٤١) عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق ولا نزني .. فذكر نحو ما ذكر الثعلبي وليس فيه ذكر أسماء أصحاب العقبة.
(٢) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام ١/ ٤٣٤، "دلائل النبوة" للبيهقي ٢/ ٤٣٧ - ٤٣٨، "السيرة النبوية" لابن كثير ٢/ ١٨٠.
(٣) الحائط: النخل المجتمع وسُمي حائطًا، لأنه يَحُوْطُ ما فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>