للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اكتفاء بذكر أحد (١) الفريقين يقول أبي ذؤيب (٢):

عصيت إليها القلب إني لأمرها ... مطيع فما أدري أرشد طلابها (٣)

أراد: أرشد أم غيّ، فحذف لدلالة الكلام عليه، قالوا: وهذا فعل مجموع مقدم كقولهم: أكلوني البراغيث، وذهبوا أصحابك (٤) (٥).

وقال آخرون: تمام الكلام عند قوله: {لَيْسُوا سَوَاءً} وهو وقف؛ لأن ذكر الفريقين من أهل الكتاب قد جرى في قوله: {مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} ثم قال: {لَيْسُوا سَوَاءً} يعني: المؤمنين والفاسقين، ثم وصف الفاسقين فقال: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} ووصف المؤمنين {أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} فهو مردود على أول الكلام، وهذا


(١) ساقطة من الأصل، وفي (ن): إحدى، والمثبت من (س).
(٢) أبو ذؤيب الهذليّ خويلد بن خالد مخضرم.
انظر: "الأغاني " لأبي الفرج الأصفهاني ٦/ ٥٦ - ٦١، "خزانة الأدب" للبغدادي ١/ ٢٠١ - ٢٠٣.
(٣) انظر البيت الشعريّ في "ديوان الهذليين" ١/ ٧٢، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٣٠، "جامع البيان" للطبري ٤/ ٥٢، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٤٧٦، وفي الكل اختلاف (فعاصاني إليها، ودعاني إليها، وعصيت إليها).
(٤) هو قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ١٠١ - ١٠٢.
وانظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٤٧٦.
(٥) قال مكي في "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٥٣: وهذا بعيد لأن المذكورين قد تقدموا قبل: ليس، ولم يتقدم في أكلوني البراغيث شيء، فليس هذا مثله.
وانظر: "التبيان" للطوسيّ ٢/ ٥٦٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٢٧٤، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٣١، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>