للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقتل من قادتهم وسادتهم يوم بدر سبعون، وأسر منهم سبعون (١).

{أَوْ يَكْبِتَهُمْ} بالخيبة، {فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} لم ينالوا شيئًا مما كانوا يرجون من الظفر بكم، وقال الكلبي: {أَوْ يَكْبِتَهُمْ} أي: يهزمهم. وقال يمان: يصرعهم لوجوههم. وقال المؤرج: يحزنهم. وقال النضر بن شميل: يغيظهم. وقال المبرد: يظفر عليهم. وقال السدي: يلعنهم. وقال أبو عبيدة: يهلكهم (٢). قال: وأهل النظر يرون أن التاء منقلبة عن الدال، كأن الأصل فيه: يكبدهم، أي: يصيبهم في أكبادهم بالحزن والغيظ، يقال: أحرق الحزن كبده، وأحرقت العداوة كبده، وتقول العرب للعدو أسود الكبد (٣)، قال الأعشى (٤):

فما أجشمت من إتيان قومٍ ... هم الأعداء والأكباد سود (٥)


(١) ذكر القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٤/ ١٩٨، والشوكاني في "فتح القدير" ١/ ٣٧٨، عن السدي نحوه.
(٢) ذكر ابن عادل الدمشقي في "اللباب" ٥/ ٥٢٧ عن الكلبي نحوه.
وانظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٦٧.
وأخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٨٦ عن الربيع نحوه، وذكر أبو حيان في "البحر المحيط" ٣/ ٥٥ عن النضر بن شميل نحوه.
وانظر: "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣٧٨، "التبيان" للعكبري ١/ ١٤٩.
(٣) قال الشوكاني في "فتح القدير" ١/ ٣٧٨: وهو غير صحيح.
(٤) ميمون بن قيس، كان يلقب بالأعشى لضعف بصره، وهو صناجة العرب.
(٥) البيت من قصيدة غزلية له كما في "الديوان" (ص ٦٣)، وأجشمت: تكلفت التعب والمشقة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>