للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعلمه إلا الله، وهذا كقوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} (١)، فوصف البطانة بأحسن ما يعلم من الزينة، إذ معلوم أن الظواهر تكون أحسن وأنفس من البطائن (٢).

وقال أكثر أهل المعاني: لم يرد العرض الذي هو ضد الطول، وإنما أراد سعتها وعظمها، كقول العرب: هو أعرض من الدهناء (٣)، أي: أوسع (٤)، وقال جرير (٥):

لجتّ أمامة في لومي وما علمت ... عرض السماوة روحاتي ولا بُكري (٦)

وأنشد الأصمعي (٧):


(١) الرحمن: ٥٤.
(٢) انظر: "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣٨١، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٦٨، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٥٣٧.
(٣) الدهناء: بفتح أوله وسكون ثانيه، وطولها من حزن ينسوعة إلى رمل يبرين.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٤٩٣، "معجم ما استعجم" للبكري ١/ ٥٥٩.
(٤) انظر تفصيل المسألة في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٢٠٤ - ٢٠٥، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٣٢١، "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣٨١.
(٥) جرير بن عطية من تميم أحد شعراء الولاة الأمويين.
(٦) في الأصل: السماء والمثبت من (س) والسَّماوة بفتح أوله مفازة بين الكوفة والشام.
انظر: "معجم ما استعجم" للبكري ٢/ ٧٥٤، والبيت في "ديوان جرير" (ص ٢٩٨) (١١٩) (١) تحقيق (تاج الدين شلق).
(٧) عبد الملك بن قُريب بن أصمع الأصمعي حجة الأدب ولسان العرب، صدوق.
انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي ١٠/ ١٧٥، "النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي ٢/ ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>