للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقيت التنوخي (١) رسول هرقل (٢) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحمص شيخًا كبيرًا قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب هرقل، فناول الصحيفة رجلًا عن يساره قال: فقلت من صاحبكم الذي يقرأ؟

قالوا: معاوية، فإذا كتاب صاحبي: إنك كتبت تدعوني إلى جنة عرضها السموات والأرض، فأين النار؟ ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبحان الله، فأين الليل إذا جاء النهار؟ ". (٣)

وروى طارق بن شهاب أن ناسًا من اليهود سألوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعنده أصحابه، قالوا: أرأيت قولكم {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا


(١) التنوخي: عرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام فأبى حتى يرجع إلى قومه.
انظر: "مجمع الزوائد" للهيثمي ٨/ ٢٣٥، "الأنساب" للسمعاني ٣/ ٩٠.
(٢) هرقل: إمبراطور الروم من سنة ٦١٠ م إلى ٦٤١ م.
انظر: "دائرة المعارف" لوجدي ١٠/ ٤٩٢، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٥/ ٢٦٠.
(٣) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٩٢ عن مسلم بن خالد، عن ابن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلي بن مرة قال: لقيت التنوخي .. فذكر مثله، ومسلم بن خالد هو الزنجي، صدوق، كثير الأوهام. "تقريب التهذيب" ٢/ ٢٤٥، ورواه أحمد في "المسند" ٣/ ٤٤١ - ٤٤٢ مطولًا عن يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد قال: رأيت التنوخي رسول هرقل فذكر خبرًا طويلا. قال ابن كثير: هذا حديث غريب وإسناده لا بأس به، تفرد به أحمد.
انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ٥/ ١٦، "دلائل النبوة" للبيهقي ١/ ٢٦٦.
وتبيّن من رواية يحيى بن سليم أن زيادة يعلي بن مرة خطأ ووهم، نبه على ذلك الشيخ شاكر في "جامع البيان" للطبري ٤/ ٩٢.
وانظر: "المعرفة والتاريخ" للفسوي ٣/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>