للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتل والكلبي: آخى رسول الله بين رجلين: أحدهما من الأنصار، والآخر من ثقيف، فخرج الثقفي في غزاة واستخلف الأنصاري على أهله، فاشترى لهم اللحم ذات يوم، فلما أرادت المرأة أن تأخذه منه دخل على إثرها، فدخلت المرأة بيتها فتبعها، فاتقته بيدها فقبل يدها ثم ندم وانصرف.

فقالت له: والله (١) ما حفظت غيبة أخيك، ولانلت حاجتك. فخرج الأنصاري ووضع التراب على رأسه، وهام على وجهه، فلما رجع الثقفي لم يستقبله الأنصاري، فسأل امرأته عن حاله فقالت: لا أكثر الله في الإخوان مثله. ووصفت له الحال، والأنصاري يسيح في الجبال تائبًا مستغفرًا، فطلبه الثقفي حتى وجده، فأتى به أبا بكر رضي الله عنه رجاء أن يجد عنده راحة أو فرجًا.

فقال الأنصاري: هلكت. قال: وما أهلكك؟ فذكر له القصة، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: ويحك، أما علمت أن الله تعالى يغار للغازي ما لا يغار للمقيم؟ !

ثم لقيا عمر رضي الله عنه فقال مثل ذلك.

فأتيا النبي فقال له مثل مقالتهما، فأنزل الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} (٢)، هي صفة لاسم متروك تقديره: والذين إذا فعلوا


(١) من (س)، (ن).
(٢) ذكر مقاتل بن سليمان في "تفسيره" ١/ ٣٠١ نحوه قال ابن حجر في "الإصابة" ٦/ ٣٣٠: ومقاتل متروك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>