للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَأَنْتُمُ} فإنكم أنتم {الْأَعْلَوْنَ} أي: لكم تكون العاقبة بالنصر والظفر، {نْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} يعني: إذ كنتم مؤمنين ولأنكم مؤمنون.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: انهزم أصحاب رسول الله في الشعب، فبينما هم كذلك إذ أقبل خالد بن الوليد بخيل المشركين يريد أن يعلو عليهم الجبل، فقال النبي: "اللهم لا يعلن علينا، اللهم لا طاقة لنا إلا بك، اللهم ليس يعبدك بهذِه البلدة غير هؤلاء النفر".

فأنزل الله تعالى هذِه الآية. فثاب نفر من المسلمين رماة فصعدوا الجبل ورموا خيل المشركين حتى هزموهم، وعلا المسلمون الجبل، فذلك قوله: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} (١).

وقال الكلبي: نزلت هذِه الآية بعد يوم أحد حين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بطلب القوم، وقد أصابهم من الجراح ما أصابهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يخرج إلّا من شهد معنا بالأمس"، فاشتد ذلك


= "السيرة النبوية" لابن هشام: خمسة وستون رجلًا.
وعن الشافعي: اثنان وسبعون، وعن مالك: خمسة وسبعون من الأنصار، والكل ناشئ عن الخلاف في التفصيل "فتح الباري" لابن حجر ٧/ ٣٥١، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٣/ ٧٧٤، "دلائل النبوة" للبيهقي ٣/ ٢٧٦ - ٢٨٠.
(١) أخرج ابن جرير الطبري في "جامع البيان" ٤/ ١٠٣ من طريق عطية بن سعد العوفي عن ابن عباس نحوه مختصرًا، والعوفي صدوق يخطئ كثيرًا. وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٧٧١، والطبري في "جامع البيان" ٤/ ١٠٢ عن ابن جريج مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>