للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله (١): {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}.

وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل أحدًا خلف ظهره، واستقبل المدينة وجعل عَتْبَان (٢)، وهو جبل عن يساره، وأقام عليه الرماة، وأمّر عليهم عبد الله بن جبير رضي الله عنه، وقال لهم: احموا ظهورنا، فإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا، وإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا.

وأقبل المشركون وأخذوا في القتال، فجعل الرماة يرشقون خيل المشركين بالنبل، والمسلمون يضربونهم بالسيوف، حتى ولوا هاربين، وانكشفوا منهزمين، فذلك قوله: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} (٣)، أي: تقتلونهم قتلا ذريعًا شديدًا، قال الشاعر (٤):

حسسناهم بالسيف حسًّا فأصبحت ... بقيتهم وقد شردوا وتبددوا (٥).

وقال أبو عبيدة (٦): الحسّ: الاستئصال بالقتل، يقال: جراد


(١) زيادة من (س).
(٢) انظر: "معجم ما استعجم" للبكريّ ٢/ ٩١٩، (١٢٩٦).
(٣) ما ذكره الثعلبيّ جزء من وقائع غزوة أحد كما في "صحيح البخاري" في كتاب المغازي في باب غزوة أحد (٤٠٤٣)، "المستدرك" للحاكم ٢/ ٣٢٤، "جامع البيان" للطبري ٤/ ١٢٧.
(٤) لم أجد من ميّزه.
(٥) ذكر القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٤/ ٢٣٥، وأبو حيّان في "البحر المحيط" ٣/ ٧١، والشوكاني في "فتح القدير" ١/ ٣٨٩، وا بن عادل الدمشقيّ في "اللباب" ٥/ ٥٩٧ البيت الشعري، ولم ينسبوه لأحد.
(٦) انظر قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>