للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

روى عبيدة السلماني عن علي رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الأسارى، وقد أمرك أن تخيرهم بين أن يقدموا فتضرب أعناقهم، وبين أن يأخذوا الفداء، على أن يقتل منهم عدتهم، فذكر ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للناس، فقالوا: يا رسول الله، عشائرنا وإخواننا، لا (١) بل نأخذ فداءهم، فنتقوى به على قتال عدونا، ويستشهد منا عدتهم، فليس في ذلك ما نكره، فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلا، عدد أسارى بدر (٢).

فمعنى قوله على هذا التأويل: {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، أي: بأخذكم الفداء، واختياركم القتل (٣) {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.


(١) من (س)، (ن).
(٢) التخريج:
أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ١٦٦ عن عبيدة السلماني عن علي قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. . فذكر مثله.
ورواه الترمذي في أبواب السير باب ما جاء في قتل الأسارى والفداء (١٥٦٧)، والنسائي في "السنن الكبرى" كتاب السير، باب قتل الأسرى (٨٦٦٢) عن عبيدة به نحوه مختصرًا.
قال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلاّ من حديث ابن أبي زائدة انتهى، وابن أبى زائدة يحيى: ثقة متقن. انظر: "تقريب التهذيب" لابن حجر (٢٠٢٢).
وقال الألباني: صحيح.
انظر: "إرواء الغليل" ٥/ ٤٨ - ٤٩، "صحيح سنن الترمذي" ٢/ ١١٠ (١٢٧٢).
(٣) وقد استغرب ابن كثير هذِه الرواية فقال في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٢٥٢: =

<<  <  ج: ص:  >  >>